بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، يوليو 21، 2010

الوطن أون لاين ::: علي سعد الموسى ::: لحوم العلماء بين بعضهم البعض

الوطن أون لاين ::: علي سعد الموسى ::: لحوم العلماء بين بعضهم البعض

لحوم العلماء بين بعضهم البعض

negotiation.jpg


... ثم يقول أصحاب الفضيلة من المشايخ الموقعين لنصرة شيخهم حول شياطين الصحافة في الفقرة أولا "إن كثيرا من صحفنا دأبها في الوقيعة بين العلماء وتنقصهم من فتاواهم". والسؤال: من هو الذي ينتقص من فتوى من؟ ومن الواضح بكل جلاء أن (خطاب الفتوى) في العام الأخير بالتحديد هو من ينتقص بعضه البعض، وهو الذي يقف من الداخل في صفين متقابلين منقسمين حيال كل فتوى جديدة. وقد لاحظ الجميع هذه الحدة في فتاوى العام الأخير. والخلاصة أن حرب (الانتقاص من الفتاوى) تشتعل على مواقع العلماء وبرامجهم الإعلامية والدعوية عشرة أضعاف ما تشتعل على أوراق الصحافة.
ومن المؤكد أن الوقيعة بين العلماء وانتقاص فتاواهم واضحة للجميع كصراع فكري داخل ذات الخطاب، وتستخدم فيه أدنى معايير اللغة من الاتهام بالسطحية والجهل إلى القول إن (فلانا) لا يصلح سوى للعمل في سوق الخضار، وليس انتهاء بفتوى عدم جواز الصلاة خلف إمام قال في الأخير فتوى جدلية.
هذه (انتقاصات) صادرة بالتوثيق من داخل ذات خطاب الفتوى، وبهذه اللغة التي ابتلعت كل ما كان يقال سابقا عن (لحوم العلماء المسمومة)، وهنا نطرح السؤال: لماذا يكون اللحم (مسموما) في فم البعض و(عسلا شهيا) في فم بعض العلماء الذين واجهوا فتاوى بعضهم الآخر بشخصنة لا علاقة لها بالنقاش العلمي حول الفتوى القضية؟
والخلاصة أن العام الأخير لم يكن له عنوان عريض بأكثر من (لحوم العلماء بين بعضهم البعض)، وهذا نتاج حتمي طبيعي لخطاب يتسع طيفه الفكري ويتوالد عدد أفراده بشكل كثيف، إذ تسجل الدوائر الدعوية المختلفة ما يزيد عن عشرة آلاف داعية، وكل فرد يظن في نفسه رقبة (عالم). وهم من الجمع، وبالإحصاء، يخرجون في العام الواحد ما يزيد عن نصف مليون منشط دعوي، من المطبوع إلى المحاضرة. هذا الطيف الواسع العريض لا بد أن يختلف من الداخل على بعض المسائل.
وهنا يبقى تحديد من هو (العالم) إذا كانت الأقسام الشرعية بمخرجات سنوية تصل للآلاف، وإذا كانت هذه الأقسام تضخ في السوق 300 حامل دكتوراه في المعدل السنوي؟ هل نتوقع من كل هذا المجموع أن يتفق على فتوى واحدة تجاه مسألة؟ وهل (أغيلمة الصحافة) هم من ينتقصون هذه الفتاوى وأهلها؟ أم إننا نتعامى بالقصد عن الحقيقة أن الصحافة مجرد – راصد – يعكس هذه الإثارة التي يهديها لهم ذات (العلماء) ما بين بينهم البين؟

علي سعد الموسى

ليست هناك تعليقات: