بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، نوفمبر 09، 2010

BUREACRSCY


Bureaucracy 




د. فؤاد مصطفى عزب:
من وقت لآخر ينادي بعض الكتاب وعلى فترات متفاوتة بالقضاء على البيروقراطية ونسف الروتين وللأسف أن هذه المنادة تأتي أحياناً من طبقة يفترض أن تعرف معنى «البيروقراطية» ويبدو لي ان الألماني «ماكس ويسنجر» صاحب نظرية الإدارة البيروقراطية والذي توفي وهو في قمة عطائه العلمي كأستاذ في جامعة ميونخ لو عاد من مرقده الأخير الذي أوى إليه عام 1925م ورأى هذه الحملة الجائرة على نظريته الشهيرة لفضل العودة إلى مرقده مرة أخرى والمعنى العلمي لكلمة بيروقراطية وروتين تعني في القاموس BUREACRSCY سلطة جماعة الموظفين في الحكومة وأصحاب السلطة والمعنى العلمي للبيروقراطية أنه اكفاء نظام لتيسير العمل الحكومي بكفاءة والترجمة الحرفية للكلمة الإنجليزية ROUTINE هي طريقة محدودة تجري على وتيرة واحدة في عمل الأشياء والنظام، إلا أنه للأسف ارتبط معنى الروتين والبيروقراطية في أذهان المجتمع بالفساد والبطء في الأداء والمحسوبية وتعطيل أعمال خلق الله وكان لمساهمة بعض الكتاب الدور الكبير في ترسيخ هذا المفهوم والمبدأ أنه واجب كل إنسان الوقوف ضد الفساد وبطء الأداء والمحسوبية وتعطيل أعمال خلق الله إن وجدت.. ولكن ليس القضاء على الروتين.. فالبيروقراطية المثالية التي قدمها «ماكس ويسنجر» إلى العالم تقوم في أساسها على حس انتقاء العاملين في الوظائف المختلفة بحيث ينبثقون من بين ذوي القدرة والصلاحية للعمل «ماذا تعرف وليس من تعرف» وأساس اتخاذ القرار هو القواعد واللوائح والإجراءات التي جربت وظهرت صلاحيتها والسلطة توزع طبقاً للمركز والراتب والوظيفة وليس اعتماداً على أهل الثقة من أنصاف المؤهلين.. البيروقراطية المثالية لدى «ماكس ويسنجر» صورة عقلانية متميزة لإدارة العمل الحكومي بل وتعمل بها كثير من الدول وبكفاءة بعد ذلك من هو التلميذ البيروقراطي الخائب الذي حرف هذا المفهوم وجعله غير ذلك؟.. الله أعلم!!


نقلا عن عكاظ



الدواوينيّة إعاقة مستدامة

عبد العزيز المحمد الذكير
    " الدواوينية " أحسن ترجمة لكلمة " البيروقراطية " كما اتفق معظم المعجميين
وغير متأكد أنا إن كان الترهّل وحده هو الذي دعا إلى تكرار فصل الوزارات أو ضم وزارة إلى أخرى . فعندنا وزارات تغيّر اسمها كلية . وربما أن سبب التغييرات قلة الأداء . ولنذكر بعضها .
وزارة المواصلات كانت مسؤولة عن كل عجلة وشفرة برق وإشارة هاتف . حتى " مواطير " تغذية اللاسلكي بالكهرباء كانت وزارة المواصلات تديرها وتصونها وتورّدها ( مناقصات ) أو ( ممارسة) أو( تعميد مباشر) إلى آخر مافي التعبيرات الرسمية من معانٍ ومدلولات .
والوزارات اللواتي تغيّرت أو انقسمت أو دخلت مع وزارة أخرى معروفة . ويقلل الإعلام المحلّي من أخبار وزارة التخطيط في السنين الأخيرة ، وربما كان لضعف ارتباطها في العامة من الناس ، أو أن حماس الناس للتخطيط قد ضعُف ، أو أنها تخشى الإفصاح عن خطط تعثّرتْ أو تُركتْ كليّة .
دعوني أظنّ خيرا وأقول إن الدمج والتغيير كان تمشياً مع روح العصر ، مثلما ألغت الدولة دائرة كان اسمها " القائمقامية " والتي كان على رأسها رجل وظيفتهُ " قائمقام " . وتوجد في مدينة جدّة دون غيرها من مدن المملكة .
والبعض من هذه الوزارات لها فروع في مدن عدة من مناطق المملكة ومحافظاتها . والبعض الآخر ليس له فروع ، وربما احتاج صاحب المصلحة إلى مراجعة العاصمة الرياض في شأن أو آخر .
والمترهّلة – في رأيي – هي وزارة الصحة ، ووجودها كأقدم الوزارات الخدمية ربما كان سبب هذا الترهّل . وهي وزارة تعاقب عليها رجال لا تنقصهم الوطنية ولا القدرة . لكن التراكمات المذهلة والأعباء قد تجعل الخارج منها مولوداً ! . فهي مسؤولة عن إجازة الطب والممارسين وترخيصهم وإقامة الامتحانات لهم والبحث عن المزّور منهم ، والصيدلة والطب البديل ، والطب الشعبي ، والرقية ( إلا الماء المقروء فيه فهو مُناط بالبلدية !) .
وتزدحم أطراف مدننا الكبرى بورش السيارات والرافعات وآلات الجرف والحفر والدفن . تلك الورش لا يوجد لها مرجع فنيّ ، وإن وُجد فلا أعرفه ، ولو عرفناه فإنه يفتقر إلى التنظيم بمواصفات وبنود ترفع الظلم وتنصف طالب الخدمة
والجاري الآن أن كل عمل حضري -مهما كان فنيّا- نجدهُ يتحوّل إلى إجراءات إدارية مملة ، لا يفهمها إلاّ الفني العرف ، وليس الممثل المالي أو مدير الشؤون المالية .
وثمة دراسات رأت أن الحل يكمن في قرارات جريئة تُتّخذ ، تقلل من مركزية الوزارات ، خصوصا بعد صدور نظام المناطق , وليكن هذا بالتدرج . وإسناد العمل إلى من يتقنه من أمراء المناطق والمحافظين ,.

ليست هناك تعليقات: