أصقاع الوطن وأصقاع العالم
التقط التوأم الصديق، صالح الشيحي، مفردة – أصقاع الأرض .التقط التوأم الصديق، صالح الشيحي، مفردة – أصقاع الأرض – من الموقع الإلكتروني لعملاقنا الاقتصادي – سابك – وهي تتباهى وتفتخر بالحرف (وتسهم أيضاً وبشكل كبير في خدمة المجتمعات في العديد من الدول في مختلف أصقاع العالم فنحن ملتزمون ببناء علاقة مساندة للمجتمعات خارج حدودنا). وبعدها، أقفلوا – القوس – ثم أفتحوا أقواس الوطن فدائماً ما تنرفزني حكاية خدماتنا الوفيرة إلى أصقاع العالم: أغمض عينيّ وأنا في العاصمة المجاورة حين أشاهد المبنى الجامعي الذي بنته إحدى صناديقنا الوطنية لأنني بالمقارنة حتى ما قبل العام الماضي كنت أدرس طلابي تحت سقف مستعار لغطاء من حديد الهنجر. أتحاشى النظر في تفاصيل المشفى الذي شاهدته هبة لمدينة شقيقة في الدم والمصير المشترك بينما مدينتي تعيش بعشرة أسرة للعناية المركزة منذ ثلاثة عقود. أهرب من قراءة افتتاحنا لعشرات المعاهد العلمية والمدارس في عشرات المدن من (أصقاع العالم) بينما ابني الأوسط يدخل فصلاً مثل علبة السردين. أتجنب أن أسلك الطريق الذي بنيناه منحة بين مدينتين من مدن (أصقاع العالم) بينما ثمانية من (بلدياتي) يقضون حتفهم في مسافة عشرين كيلاً على الطريق المفرد الرابط لثاني أكبر مدينة بالمنطقة. أشعر بالحزن الشديد لأن شركة خاصة أو حتى شبه حكومية لم تضع مسماراً واحداً في كل المسافة من جدة إلى جازان أو من الحفر إلى طبرجل ولكم أن تحسبوا بقية – أصقاع الوطن – التي ينطبق عليها الوصف. أشعر أن هذه الأصقاع مجرد – محميات إنسانية – لا وظيفة فيها إلا لسلَّم المعلمين ولكن ماذا بعد: تضحك علينا أرامكو بأوراق مصفاة جازان منذ عشر سنين وأخرى تناور بقرب استثمار المعادن من حزم الجلاميد. والمؤكد أن هذه الأصقاع الوطنية هي الضحية في دائرة النسيان وفي غمرة الزحام مع أصقاع العالم. ومن المؤكد أيضاً أنني قضيت نصف حياتي في بعض أصقاع نصف وطني فلم أشاهد لوحة واحدة لسابك ولا لصندوق الاستثمار ولا حتى لهيئته العامة. لم أقرأ حتى في صحيفة واحدة طوال حياتي زيارة لرئيس أرامكو أو محاضرة لكبار سابك مثلما لم أشاهد صاحب المعالي، محافظ الاستثمار، يشم هواء أبها أو أسماك جازان أو زهور براري الربيع من شمال العلا حتى دومة الجندل. والحق أن لهم كامل العذر: إذ بعد المشروع تبدأ زيارة تفقد المشروع وهل من مقارنة بين زيارة صبيا أو سول أو بين متابعة المشروع في ضبا أو هيوستن؟ هل من العقل أن تذهب إلى حزم الجلاميد أم إلى حزام الذرة الشهير في الغرب الأوسط الأمريكي.
علي سعد الموسى
علي سعد الموسى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق